تعليم
مهارات التفكير بين القول والممارسة
يتفق معظم الناس على أن تعليم مهارات التفكير هدف مهم للتربية ،
وأن المدارس يجب أن تفعل كل ما تستطيع من
أجل توفير فرص التفكير لطلبتها ، وأن المعلمين يريدون لطلبتهم التقدم والنجاح ،
وأن كثير منهم يعتبرون تطوير قدرة كل طالب على التفكير هدفا تربويا يضعونه في
مقدمة أولوياتهم ، وعند صياغتهم لأهدافهم التعليمية سيساعدهم في تنمية استعدادات طلبتهم كي يصبحوا
قادرين على التعامل بفاعلية مع مشكلات الحياة المعقدة حاضرا ومستقبلا ، وإن
مدارسنا نادرا ماتهيئ فرصا للطلبة فرصا كي يقوموا بمهمات تعلمية نابعة من فضولهم أو مبنية على تساؤلات يثيرونها
هم بأنفسهم ، وأن غالبية متخذي القرار والمخططين والمشرفين التربويين والمديرين
والمعلمين يتفقون على أهمية تنمية مهارات التفكير لدى الطلبة ، ويؤكدون على أن
مهمة المدرسة ليست عملية حشو عقول الطلبة بالمعلومات .
أهم النماذج والسلوكيات السائدة في معظم مدارسنا ويحرص عليها المعلمون
جيلا بعد جيل ولم يأخذوا بخطط التخطيط التربوي :
1- المعلم هو صاحب الكلمة الأولى
والأخيرة في الصف وهو مركز الفعل ويحتكر معظم الحصة وإليه تتجه أنظار
الطلبة دائما فهم متلقون خاملون .
2- نادراً ما يبتعد المعلم عن اللوح أو يتخلى عن الطباشير أو يستخدم
تقنيات التعليم الحديثة .
3- يعتمد المعلم على عدد
محدود من الطلبة يوجه إليهم أسئلته ويدعوهم دائما لإنقاذ الموقف والإجابة عن
السؤال الصعب .
4- لا يعطي المعلم الطلبة وقتاً كافيا للتفكير قبل مناداة أحدهم
للإجابة عن السؤال؛ .
وبالرغم من التغيرات الهائلة التي طرأت على مختلف جوانب حياة الإنسان
في النصف الثاني من القرن العشرين إلا أن المعلم حافظ على دوره التقليدي الذي يقوم
على دعامتين أساسيتين هما :
1- تزويد الطلبة بالمعلومات ، ومطالبتهم باستيعابها وحفظها .
2- فحص مدى تحقق ذلك عن طريق امتحانات تتطلب غالبا حفظ المعلومات
واختزانها واستدعاءها .
وعلى ذلك فإن المعلم عندما يطلب إليه تقديم دليل موضوعي على مستوى
تحصيل طلبته في المادة التي يعلمها ، يلجأ عادة إلى إعطائهم امتحاناً كتابياً أو
شفويا حتى يتمكن في ضوء عدد الإجابات الصحيحة من وضع علامة أو درجة له تمثل مستوى
تحصليه .
وإن مؤسستنا التربوية تهدف لتطوير قدرات الطلبة على التفكير ويتطلب
منها أن تطور محكات متنوعة لتقويم تحصيل الطلبة وذلك يتطلب منا تحولاً جزئياً في
مفاهيمنا وفلسفتنا حول أساليب التقويم و هو أمر لا مفر منه لنجاح أي برنامج تربوي
محوره تنمية التفكير لدى الطلاب .
أشكرك على هذا الموضوع يا غالي
ردحذف